كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله جل وعز: {وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه} قال قتادة من الدواب والأشجار والثمار.
وقوله جل وعز: {وترى الفلك مواخر فيه} قال الضحاك تذهب وتجئ والمخر في اللغة الشق يقال محرت السفينة تمخر ولمخر إذا شقت الماء وسمعت لها صوتا وذلك عند هبوب الرياح ومخر الأرض إنما هو شق الماء إياها.
وقوله جل وعز: {وألقى في الأرض رواسي} قال الحسن أي جبالا قال أبو جعفر يقال رسا يرسو إذا ثبت وأقام ثم قال تعالى: {أن تميد بكم} قال إبراهيم أي تكفأ قال أبو جعفر يقال ماديميد إذا تحرك ومال وروى معمر عن قتادة قال سمعت الحسن يقول لما خلق الله الأرض كادت تميد فقالوا لا تقر هذه عليها أحدا فأصبحوا وقد خلق الله الجبال ولم تدر الملائكة مما خلقت الجبال.
ثم قال جل وعز: {وأنهارا وسبلا} أي وجعل فيها أنهارا وسبلا قال قتادة أي طرقا.
ثم قال جل وعز: {وعلامات وبالنجم هم يهتدون} روى سفيان عن منصور عن إبراهيم قال من النجوم علامات ومنها ما يهتدي به وقال الفراء الجدي والفرقدان قال أبو جعفر والذي عليه أهل التفسير وأهل اللغة سواه أن النجم ها هنا بمعنى النجوم وخلق الله النجوم زينة للسماء ورجوما للشياطين وليعلم بها عدد السنين والحساب وليهتدي بها.
وقوله جل وعز: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} يعني الأوثان وقرأ محمد اليماني {والذين يدعون من دون الله} بضم الياء وفتح العين.
وقوله جل وعز: {أموات غير أحياء} أي هم أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون يجوز أن يكون المعنى وما تشعر الأصنام ويجوز أن يكون المعنى وما يشعر المشركون متى يبعثون.
وقوله جل وعز: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} الوزر في اللغة الحمل الثقيل وقيل للإثم وزر على التمثيل.
ثم قال تعالى: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} قال مجاهد يحملون إثم من أضلوه ولا ينقص من إثم المضل شيء.
وقوله جل وعز: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم} وقرأ الأعرج السقف قال مجاهد يعني بهذا نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه ويروي أنه بنى بنيانا عظيما فخر وقد قيل هذا تمثيل أي أهلكهم الله فكانوا بمنزلة من سقط عليه بينانه وهلك وقيل أحبط الله أعمالهم فكانوا بمنزلة من سقط عليه بنيانه والفائدة في قوله تعالى: {من فوقهم} أنه قد يقال سقط على منزل كذا إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه.
وقوله جل وعز: {ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} المعنى أين الذين كنتم تدعون أنهم شركائي أي أين شركائي على قولكم والله جل وعز لا شريك له.
وقوله جل وعز: {فألقوا السلم} أي الإستسلام أي أذعنوا واستسلموا.
وقوله جل وعز: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} أي لقبض أرواحهم أو يأتي أمر ربك أي بالعذاب والزلزلة والخسف.
وقوله جل وعز: {وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا}.
قال قوم: ذم الله هؤلاء الذين جعلوا شركهم عن مشيئته وقال قوم من قال هذا فقد كفر قال أبو جعفر هذا غلط في التأويل ولا يقبل في التفسير على أنهم قالوا هذا على جهة الهزء كما قال قوم شعيب لنبيهم إنك لأنت الحليم الرشيد أي إنك أنت الحليم الرشيد على قولك وقد تبين هذا بقوله: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} وفي قراءة أبي: {فإن الله لا هادي لمن أضل الله} وهو شاهد لمن قرأ: {لا يهدي} وهي القراءة البينة كما قال وما توفيقي إلا بالله وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ {لا يهدي من يضل} وأحسن ما قيل في هذا ما رواه أبو عبيد عن الفراء أنه يقال هدى يهدي بمعنى اهتدى يهتدي قال تعالى: {أمن لا يهدي إلا أن يهدي} بمعنى يهتدي قال أبو عبيد ولا نعلم أحدا روى هذا غير الفراء وليس بمتهم فيما يحكيه قال أبو جعفر حكى لي عن محمد بن يزيد كأن معنى لا يهدي من يضل من علم ذلك منه وسبق له ذلك عنده قال ولا يكون يهدي بمعنى يهتدي إلا أن تقول يهدي أو يهدي.
وقوله جل وعز: {ليبين لهم الذي يختلفون فيه} يحتمل معنيين أحدهما أن يكون متعلقا بفعل محذوف دل عليه جملة الكلام وهو أن يكون المعنى بل يبعثهم ليبن لهم الذي يختلفون فيه والقول الآخر أن يكون متعلقا بقوله ولقد بعثنا في كل أمة رسولا فيكون المعنى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين.
وقوله جل وعز: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} يقال إنه يراد به بلال وصهيب والذي يوجب جملة الكلام أن يكون عاما ويروي أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان إذا دفع إلى المهاجرين أعطياتهم قال لهم هذا ما وعدكم الله في الدنيا وما ذخر لكم في الآخرة أكثر ثم يتلو والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر وروى هشيم عن داود ابن أبي هند عن الشعبي في قوله لنبوئنهم في الدنيا حسنة قال المدينة وكذا قال الحسن وقال الضحاك يعني بالحسنة النصر والفتح ولأجر الآخرة أكبر الجنة وروى ابن جريج عن مجاهد لنبوئنهم في الدنيا حسنة قال لسان صدق.
وقوله جل وعز: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} قيل لهم هذا لأنهم قالوا أبعث الله بشرا رسولا.
ثم قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قيل يعني به أهل الكتاب لأنهم مقرون أن الرسل من بني آدم وقال وكيع سألت سفيان عن قوله فاسألوا أهل الذكر فقال سمعنا أنهم من أسلم من أهل التوراة والأنجيل ثم قال تعالى: {بالبينات والزبر} أي بالبراهين والكتب.
وقوله جل وعز: {أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين} روى معمر عن قتادة قال في أسفارهم وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال بالليل والنهار.
ثم قال تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} قال الضحاك آخذ طائفة وادع طائفة فتخاف الطائفة الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها وروى عطاء الخراساني عن ابن عباس أو يأخذهم على تخوف قال على تنقص وتفزع وروى ابن جريج عن ابن كثير عن مجاهد قال تنقصا قال أبو جعفر وهذا القول هوا لمعروف عند أهل اللغة يقال أخذهم على خوف وعلى تخوف إذا تنقصهم كما قال ابن عباس ومجاهد ومعنى التنقص أن ينقصهم في أموالهم وفي زروعهم وفي خيرهم شيئا بعد شيء حتى يهلكهم وقال الليث على تخوف سمعت أنه على عجل وقول الضحاك على تخوف أي يأخذ هذه القرية ويدع هذه عندها أي فتخاف.
وقوله جل وعز: {يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله} قال قتادة الفئ الظل وقال غيره التفيؤ رجوعه من موضع إلى موضع خاضعا منقادا وكذلك معنى السجود وقال قتادة عن اليمين بالغداة وقوله والشمائل بالعشي.
ثم قال الله جل وعز: {وهم داخرون} قال قتادة أي صاغرون.
وقوله جل وعز: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة} قيل المعنى ولله يسجد ما في السموات من الملائكة وما في الأرض من دابة والملائكة أي والملائكة الذين في الأرض والله أعلم بما أراد وقال الضحاك كل شيء فيه روح دابة يسجد لله عز وجل.
وقوله جل وعز: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} أي لا تعبدوا من دون الله شيئا وإن كنتم تتقربون بعبادته إلى الله وجاء باثنين توكيدا وقيل المعنى لا تتخذوا اثنين إلهين.
وقوله جل وعز: {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا} روى عكرمة عن ابن عباس قال واجبا وقيل الطاعة على كل الأحوال وإن كان فيها الوصب وهو التعب وهذا معنى قول الحسن وروى معمر عن قتادة وله الدين واصبا قال دائما ألا تسمع إلى قوله ولهم عذاب واصب أي دائم وكذا قال ميمون بن مهران وروى ابن جريج عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص والواصب الدائم وهذا هو المعروف في اللغة يقال وصب يصب وصوبا إذا دام والدين الطاعة والمعنى أن كل من يطاع تزول طاعته بهلاك أو زوال إلا الله جل وعز.
ثم قال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} أي ما يكن بكم من سعة في رزق أو صحة في بدن فمن الله ثم إذا مسكم الضر وهو البلاء والمشقة فإليه تجأرون أي تدعون وتستغيثون يقال جأر يجأر جؤارا إذا رفع صوته مستغيثا من جوع أو غيره.
وقوله جل وعز: {ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم} قيل المعنى ليجعلوا النعمة سببا إلى الكفر كما قال تعالى: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} وقيل ليجحدوا النعمة التي أنعم عليهم كما قال الشاعر:
والكفر مخبثة لنفس المنعم

ثم قال تعالى: {فتمتعوا فسوف تعلمون} وهذا على التهديد كما قال تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فإنا قد أرسلنا الرسل وبينا وأنذرنا فمن شاء فليكفر بعد هذا فإن العقوبة حالة به.
ثم قال جل وعز: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم} يعني ما كانوا يجعلونه لأصنامهم من زرعهم وأنعامهم كما قال تعالى: {فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا}.
ثم قال جل وعز: {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} أي ولهم البنون.
ثم قال جل وعز: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا} أي ظل كئيبا مغموما والعرب تقول هذا لكل مغموم قد تغير لونه من الغم أسود وجهه.
ثم قال جل وعز: {وهو كظيم} الكظيم الحزين الذي يخفي غيظه ولا يشكو ما به.
ثم قال جل وعز: {يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} يروى أن أحدهم كان إذا ولد له يتوارى في ذلك الوقت أو قبله فإن ولد له ذكر سر به وإن ولدت له أنثى استتر وربما وأدها.
ثم بين ذلك بقوله تعالى: {أيمسكه على هون أم يدسه في التراب} وقرأ الجحدري {أم يدسها في التراب} يردها على قوله {بالأنثى} ويلزمه أن يقرأ {أيمسكها} وقرأ عيسى بن عمر {أيمسكه على هوان} وقال هوان وهون واحد وقرأ الأعمش: {أيمسكه على سوء} وحكى أبو عبيد عن الكسائي قال في لغة قريش الهون والهوان بمعنى واحد وقال لغة بني تميم يجعل الهون مصدر الشيء الهين.
ثم قال جل وعز: {ألا ساء ما يحكمون} لأنهم جعلوا لله البنات وهم يكرهونها هذه الكراهية.
ثم قال جل وعز: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى} وروى سعيد عن قتادة قال المثل الأعلى الإخلاص والتوحيد والمعنيان واحد أي لله جل وعز التوحيد ونفى كل معبود دونه.
وقوله جل وعز: {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة} أي على الأرض ولم يجر لها ذكر لأنه قد عرف المعنى، وقوله جل وعز: {ويجعلون لله ما يكرهون} يعني البنات ثم قال تعالى: {وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى} قال مجاهد هو قولهم لنا البنون وقال غيره الحسنى الجنة.
ثم قال جل وعز: {لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون} وقيل لا رد لكلامهم وجرم بمعنى وجب وحق قال أبو جعفر وقد استقصينا القول فيه.
ثم قال تعالى: {وأنهم مفرطون} كذا قرأ الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير بفتح الراء والتخفيف واختلفوا في تفسيره فقال الحسن {مفرطون} معجلون إلى النار وقال هشيم أخبرنا أبو بشر وحصين عن سعيد ابن جبير وأنهم مفرطون قال متروكون منسيون وروى ابن جريح عن مجاهد قال مفرطون منسيون قال أبو جعفر وقول الحسن أشهر في اللغة وأعرف وحكى أهل اللغة هو فارط وفرط وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدمكم إليه حتى تردوا على وأفرطته غير إذا قدمته وأنشد جماعة من أهل اللغة:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا ** كما تعجل فراط لوراد

وقال بقول سعيد بن جبير ومجاهد أبو عبيدة والكسائي والفراء قال أبو جعفر فعلى قول الحسن معجلون مقدمون إلى النار وعلى قول سعيد بن جبير ومجاهد متروكون في النار وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس {وأنهم مفرطون} مبالغون في الإساءة كما يقال فرط فلان على فلان إذا أربى عليه وقال له أكثر مما قال من الشر وقرأ أبو جعفر والسدي {وأنهم مفرطون} ومعناه: مضيعون أي كانوا مضيعين في الدنيا.
وقوله جل وعز: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا} الفرث: ما يكون في الكرش يقال أفرثت الكرش إذا أخرجت ما فيها والمعنى أن الطعام يكون فيه ما في الكرش ويكون منه الدم ثم يخلص اللبن من الدم.
ثم قال تعالى: {سائغا للشاربين} أي سهلا لا يشجي به من شربه.
ثم قال جل وعز: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} روى عمرو بن سفيان عن ابن عباس قال السكر ما حرم من ثمرتها والزرق الحسن ما كان حلالا من ثمرتها وروى شعبة عن مغيره عن إبراهيم والشعبي قالا السكر ما حرم وقد نسخ.
وروى معمر عن قتادة قال السكر نبيذ للأعاجم وقد نسخت وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال السكر قد حرم وقال مجاهد السكر ما حرم من الخمر والرزق الحسن ما أحل من التمر والعنب قال أبو جعفر الأولى أن تكون الآية منسوخة لأن تحريم الخمر كان بالمدينة والنحل مكية والرواية عن ابن عباس كأن معناها أن الآية على الإخبار بأنهم يفعلون ذلك لا أنه أذن لهم في ذلك وذلك معناه وهي رواية تضعف من جهة عمرو بن سفيان، قال أبو جعفر وفي معنى السكر قول آخر قال أبو عبيدة السكر الطعم وأنشد:
جعلت عيب الأكرمين سكرا

أي جعلت ذمهم طعما قال أبو جعفر قال الزجاج وقول أبي عبيدة هذا لا يعرف وأهل التفسير على خلافة ولا حجة له في البيت الذي أنشده لأن معناه عند غيره أنه يصف أنها تتخمر بعيوب الناس.
وقوله جل عز: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا} روى عن الضحاك أنه قال ألهمها وأصل الوحي في اللغة الإعلان بالشيء في ستره فيقع ذلك بالإلهام وبالإشارة وبالكتابة وبالكلام الخفي.
وقوله جل وعز: {فاسلكي سبل ربك ذللا} روى معمر وسعيد عن قتادة قال مطيعة قال أبو جعفر ويحتمل في اللغة أن يكون قوله ذللا للسبل لأنه يقال سبيل ذلول وسبل ذلل أي سهلة السلوك ويحتمل أن يكون للنحل أي هي منقادة مسخرة.
وقوله جل وعز: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} فيه قولان أحداهما أن المعنى في القرآن شفاء للناس وهذا قول حسن أي فيما قصصنا عليكم من الآيات والبراهين شفاء للناس. وقيل: في العسل شفاء للناس وهذا القول بين أيضا لأن أكثر الأشربة والمعجونات التي يتعالج بها أصلها من العسل.
وقوله جل وعز: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} أي يهرم حتى ينقص عقله.
ثم قال جل وعز: {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} أي حتى يعود بعد العلم جاهلا أي لتعلموا أن الذي رده إلى هذه الحال قادر على أن يميته ثم يحييه.
وقوله جل وعز: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء}. روى سعيد عن قتادة قال هذا مثل ضربه الله أي إذا كان لأحدكم مملوك لم تسغ أحمد نفسه أن يعطيه مما يملك والله جل وعز أولى أن ينزه عن هذا ومعنى هذا القول أنهم عمدوا إلى رزق الله فجعلوا للأصنام منه نصيبا وله نصيبا والمعنى إنكم كلكم بشر ويكون لأحدكم المملوك فلا يرد عليه مما يملك شيئا ولا يساويه فيه فكيف تعمدون إلى رزق الله فتجعلون منه نصيبا وللأوثان نصيبا.